كان عمري اثنا عشر سنة، و كان ما يؤرقني هو ما الذي سافعله ان مت حينها و اتاني الملكين ليسالاني عن ايماني. فقد كنت اخافهما منذ قراءتي خلسة من والديا لكتاب يسمى » ذكرى الموت »، كان غلافه ابيضا اما داخله فكان مخيفا جدا.. و كان ما يخيفني حينها انني -و رغم ايماني المطلق بالله – ساجيب الملكين بلا تردد و بكل تلقائية » انا اؤمن ايمانا شديدا بقصائد ابو قاسم الشابي و بكل ما تحمله ، أؤمن بأغاني الحياة قصيدة قصيدة »…
كبرت و ادركت انه لم يكن داع للخوف فتلك الاجابة لم تكن لتدخلني النار، ادركت ان ما يدخل النار هو آثام النفوس و العقول و الضمائر، ان ما يدخل النار هو الظلم و الاستبداد و القهر و القتل و الاف الاشياء الاخرى، اما كلمات ابو قاسم الشابي رحمه الله فتدخل الجنات و جنة الحياة اولها.
و مازلت اؤمن بكل قصيدة كتبها الشابي و مازلت التجأ الى ديوانه لاسافر في اعماق نفسي و مازلت ارى كلماته صالحة لكل زمان و مكان و مازال في الحياة ما يستحق الحياة…
رانية الحمامي